إن التكاثـر في النسل من أعظم نعم الله تعالى على عباده، وكثـرة النسل كثـرة وعزة لأمة الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: ''تزوجوا الولود الودود فإني مكاثـر بكم الأمم يوم القيامة''. وتحديد النسل غير مستحب في الإسلام إن كان بسبب الخوف من الفقر والجوع، فقد قال تعالى: ''وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها'' وهو داخل في قوله سبحانه: ''إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا''.
فالرزق بيد الله يقسمه بين عباده بحكمته وبعدله، وعلى المؤمن الصبر والدعاء واتخاذ الأسباب المشروعة من أجل الحصول على الرزق الحلال. أما استعمال حبوب منع الحمل أو العزل من أجل التباعد بين الولادات: فلا حرج في ذلك إن كانت المرأة مريضة أو نحيفة الجسم لا تستطيع الحمل كل سنة أو كل سنتين، مع إذن الزوج لها بتناولها. وقد ثبت أن لتلك الحبوب آثارا سلبية على صحة المرأة إن شربتها لسنوات متوالية، وقد نهى الله عن الإلقاء بالنفس إلى ما يضرها، فقال سبحانه: ''ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين''.
أما العزل فلا بأس به على أن تأذن الزوجة به واعتبار إذن كل من الزوج والزوجة في تناول الزوجة حبوب منع الحمل وفي عزل الزوج مائه عن زوجته هو أن الحق في الأولاد ثابت لكليهما ولا يجوز لأحدهما أن يمنع الآخر منه إلا إن أذن بذلك، ودليل جواز العزل هو حديث جابر رضي الله عنه: ''كنا نعزل والقرآن ينزل'' يعني في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والعلماء قديما وحديثا لم يمنعوا العزل ولا منع الحمل بوسائل قبل حدوثه، وذهب الإمام أبو حامد الغزلي إلى جواز ذلك إذا اتفق الزوجان ولو لحفظ المرأة جمالها تعفيفا لزوجها.