حتى لا يضيع الرجال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي في الله انصار رسول الله صلى الله
عليه وسلم (كما واشكر الأخت ام مريم على تعديلها لكلماتي) فالمسلم مرآة
المسلم ان راى فيه خطأ قومه , سأتحث اليوم عن الرجال , وخير الرجال سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم بل سأتحث عن الحياء وقد قالت عائشة رضي الله عنها
ام المؤمنين وزوجة وحبيبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( كان اشد حياءا
من العذراء في خدرها ) , بل سأتحدث عن بأس وشدة المؤمن وخير مثال وقدوة
لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , فكان في اوائل المجاهدين وكان اذا
اشتد وطيس المعركة احتمى به الصحابة رضوان الله عليهم , بل سأتحدث عن
القيادة وخير قائد لنا نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بصراحة ,
كلما اردت ان اتحدث عن صفة من صفاته صلى الله عليه وسلم وجدته كله صفات
ووجدت كل صفة اجمل من اختها , فماذا اختار؟ قوته؟ شجاعته ؟ خلقه؟ ذكائه؟
رحمته؟ صمته ؟ تفكره؟ سأختار موضوع الحياء بل موضوع المستحى , فما هو
الحياء وما هو المستحى وما الفارق بينهما :
اما عن نبينا صلى الله عليه وسلم فكان لا يغضب الا اذا انتهكت حرمت الله
وكان يظهر هذا على وجهه , فقد كان يكره كل ما يكرهه الرحمان وكان يبتعد
دائما ابدا عما يغضب الله فهذا من حيائه , كان يراقب قلبه وهمسه وفعله
وكان اتقى الناس في كل شيء وهذا من حيائه , وفي يوم من الأيام راى اخا يعظ
اخاه في الحياء فقال له (دعه فأن الحياء لا ياتى الا بخير ) , وكان عليه
الصلاة والسلام عنده حياء من ربه فقال ( ان الله حيي ستير يحب الحياء ويحب
الستر فأذا استحم احدكم فليستتر) فكان عنده حياء من ربه اتعلمون لماذا لأن
اعماله كلها كانت لله , كما وانه كان ينظر الى الملائكة غير نظرتنا فكان
لا يتحدث في بيت الخلاء حياءا من الملائكة , وقد كان في يوم من الأيام
يرتدي حلة ليس عنه غيرها فقال له رجل اكسونيها يا رسول الله , فلم يتردد
لحظة واحدة , وكيف يتردد وهو يعلم ان الله ينظر اليه ؟ كيف يتردد وحيائه
من ربه قد ملأ وجدانه , فالحياء يا اخوتي هو كره النكر مهما صغر واستعظامه
مهما قل والبعد عنه مهما هان امره , فأن المؤمن الحيي ينظر الى الخطا
الصغير كأنه معصية كبيرة ؟ لماذا لأن الأسلا م كله حياء ؟ حياء ممن ؟ من
الله , فكيف تخطأ والله يراقبك اليس عندك حياء منه , كيف تفكر بالمعاصي
والله يراقبك اليس عندك حياء منه؟ كيف تبخل بل كيف لا تسارع في العطاء من
تلقاء نفسك وانت تعلم ان ما تملكه ليس ملكك بل هو ملك الله وقد استخلفك
عليه لينظر كيف تعمل؟ كيف لا ترفع رجلك عن النمل في الطرقات اليس عندك
حياء من ربك وانت تعلم ان الله ذكرهم في القران ؟ كيف لا تجيب الداعي وانت
تعلم ان الله موجد الكون من عدم يجيبك اليس عندك حياء من ربك؟ كيف لا تحسن
معاملة زوجتك وان تعلم ان الله رزقك اياها وامنك عليها هل ضاع حيائك من
ربك ؟ كيف لا تفكر بحاجة زوجتك قبل حاجتك وانت تعلم ان الله هو الذي ييسر
كل حوائجك , اين حيائك من ربك؟ كيف تقطف كل ثمارك , وقد جعلها الله رزق لك
وللطير اليس عندك حياء منه ؟ لماذا دائما نطالب بحقوقنا وننسى حقوق الغير
؟ من الذي اخرج الثمر ؟ الله , لمن ؟ لك وللناس وللطير , بالله عليك هل
تركت للطير نصيب ؟ الم تستح من ربك وانت تقطف آخر ثمرة , اين حيائك من ربك
.
راقب نفسك يا اخي ليس من اجلي ولا من اجل البشر بل راقب نفسك اتعلم لم ؟
لكي تستحي من ربك , اتعلم لم ؟ لأنه هو مالك هذا الكون وبيده كل شيء ,
والله لا تستطيع الهرب منه لا في الدنيا ولا في الأخرة , استحي من الله
اتعلم لم , لأنك ان استحيت منه في الدنيا عسى ان يستحي منك في الأخرة
وتكون من اهل الجنة , اتعلم لم ؟ لأنك لن تستطيع احتمال النظر الى ذلك
اليوم فكيف ان كنت من اهل النار , بل كيف ان كنت من الخالدين فيها.
اما الجانب الآخر الذي الذي يضر بالأسلا والمسلمين فهو ضعف الشخصية او ما
يسمى عند علماء النفس الخوف المرضى او الخوف في الللاوعي , فبعض الرجال
يتجنب الحديث ومخالطة الصالحين او الجهاد مع المجاهدين او العمل ليكف اهله
عن السؤال بحجة الحياء وهذا ما هو بحياء بل هذا ضعف , فقد قال عليه الصلاة
والسلام (المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير)
فكن من الأقوياء يا عبد الله , فالأسلام بحاجة الى من يدافع عنه , كن قويا
في شخصيتك ,فصيحا في كلامك , متزنا في اقوالك لا تخف الا من الجبار ولا
تطي بالا الا لله فوالله لا يخاف من البشر الا مريض او ضعيف ايمان , وهذا
خلق الأنبياء فلم يكونوا يخافون الا الله , والسلام عليكم احبتي في الله
واعلموا علم العالمين ان الأسلام اوامر عديدة متكاملة فأبحثوا عنها كلها
ولا تتجاهلوا ايا منها , (فالحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذها)
اللهم انا نسالك ان تستحي منا وان تدخلنا الجنة بلا حساب
اللهم انشر كلماتي وهمساتي وحروفي كما نشرت( يا ايها الناس ان ربكم قد اتخذ بيتا فحجوا اليه)