بينما كان الصديقان يسيران في الصحراء، تجادلا، فضرب أحدهم الآخر على وجهه.
لم ينطق بأي كلمة ، كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي
استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا .
علقت قدم المضروب آنفا في الرمال المتحركة وبدأ يغرق ولكن صديقه أمسكه وأنقذه.
وبعد أن نجا من الموت قام ونحت على قطعة من الصخر: اليوم أعزأصدقائي أنقذ حياتي .
سأله صديقه متعجبا : لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال
والآن عندما عندما أنقذتك نحتّ على الصخرة ؟
فأجاب صديقه :
نكتب الإساءة على الرمال عسى ريح التسامح أن تمحيها
وننحت المعروف على الصخر حيث لا يمكن لأشد ريح أن تمحيه
***
فيم التقاطع والإيمان يجمعنا *** قم نغسل القلب مما فيه من وضر.
متى تسود بيننا روح الألفة والتسامح ؟!!
من لي بإنسان إذا خـاصمته *** وجهلت كان الحلم رد جوابه.
وتراه يصغي للحديث بسمعه *** وبقـلبه ولعلـه أدرى بـه.
أسباب التشاحن والتباغض
1- طاعة الشيطان: قال تعالى: وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِىَ أحسَنُ إنّ الشَيطَانَ يَنَزَغُ بَيَنَهُم إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً مُبِيناً[الإسراء:53]
وقال: ** إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم } [رواه مسلم].
2- الغضب: فالغضب مفتاح كل شر وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فقال: ** لا تغضب }فرددها مراراً [رواه البخاري] فإن الغضب طريق إلى التهكم بالناس والسخرية منهم وبخس حقوقهم وإيذائهم
3-الحسد: وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها وفيه تعد وأذى للمسلمين نهى الله عنه ورسوله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب } [رواه أبوداود]
4-التنافس على الدنيا: فهذا يحقد على زميلة لأنه نال رتبة أعلى، وتلك تغار من أختها لأنها حصلت على ترقية وظيفية، والأمر دون ذلك فكل ذلك إلى زوال.
وما هي إلا جيفة مستحيلة *** عليها كلاب همهن اجتذابها.
فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها *** وإن تجتذبها نازعتك كلابها.
5-حب الشهرة والرياسة: قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( ما من أحدٍ أحب الرياسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكرأحد بخير !!!
6-كثرة المزاح: فإن كثيره يورث الضغينة ويجر إلى القبيح والمزاح كالملح للطعام قليله يكفي وكثيره مفسد مهلك.