السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا سؤال موجَّه لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - هذا نصّه :
س : ما معنى قوله تعالى : ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) ...
وكيف نجمع بين معناها وبين الحديث الشريف الذي معناه
" أن الله تعالى تجاوز عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ما حدثت به أنفسها ما لم تفعله أو تتكلم به
ج : هذه الآية الكريمة أشكلت على كثير من الصحابة رضي الله عنهم لما نزلت ...
شقّ عليهم هذا الأمر وجاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم
وذكروا أن هذا شيء لا يطيقونه
فقال لهم صلى الله عليه وسلم : ( أتريدون أن تقولوا كما قال من قبلكم سمعنا وعصينا
قولوا : سمعنا وأطعنا )
فقالوا : سمعنا وأطعنا
فلما قالوها وذلّت بها ألسنتهم أنزل الله بعدها قوله سبحانه :
( آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنون
كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله
وقالوا سمعنا وأطعنا
غفرانك ربنا وإليك المصير
لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها ) ...
فسامحهم الله وعفا سبحانه وتعالى
ونسخ ما دل عليه مضمون هذه الآية
وأنهم لا يؤاخذون إلا بما عملوا أو بما أصروا عليه وثبتوا عليه
وأما ما يخطر من الخطرات في النفوس والقلوب فهذا معفوّ عنه
ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم )
فزال هذا الإشكال والحمد لله ...
ولهذا لما قال الصحابة : يا رسول الله ، إن أحدنا يجد في نفسه ما أن يخر من السماء
أسهل عليه من أن ينطق به . أو كما قالوا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ذاك صريح الإيمان )
فتلك الوسوسة من الشيطان
إذ رأى من المؤمن الصدق والإخلاص وصحة الإيمان والرغبة فيما عند الله
وسوس عليه بعض الشىء
وألقى في قلبه خواطر خبيثة
فإذا جاهدها وحاربها بالإيمان والتعوذ بالله من الشيطان سلم من شرها
ولهذا جاء في الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام :
( لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا :
هذا الله خلق كل شىء فمن خلق الله ؟
فمن وجد ذلك فليقل :
آمنت بالله ورسوله )
وفي لفظ :
( فليستعذ بالله ولينته ) ...
والله ولي التوفيق