السلام عليكم ورحمة الله
[ احترام غيرة الآخرين ]
إنه لخلق جميل علّمنا إيّاه رسولنا - صلى الله عليه وسلم - ، ألا وهو احترام مشاعر الآخرين باحترام غيرتهم، ومنه احترام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لغيرة الصحابة - رضي الله عنهم- ، ولنا فيهم أسوة حسنة .
فعن جابر- رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفا من أمامي ، فقلت : من هذا ياجبريل ؟ قال هذا بلال ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا: لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيرتك فقال عمر : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! أو عليك أغار ) (متفق عليه ) .
وقد اخرجه مسلم من وجه آخر مختصرا . انظر : [ الصحيحة 1405 . صحيح الجامع رقم: 3478 ] .
وكذلك احترام أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنها وعن أبيها - ، لغيرة زوجها الزبير - رضي الله عنه - ، فقد قالت : ( جئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار فدعاني ، ثمَ قال : إخ إخ ، ليحملني خلفه ، فاستحييت أن أسير مع الرجال ، وذكرت الزبير وغيرته ، وكان أغير الناس ، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَي قد استحييت فمضى ) متفق عليه .
إنه الحياء... شعبة من شعب الإيمان ، إنه الحياء.... لا يأت إلا بخير ، ذكرت غيرة زوجها - رضي الله عنه -، فحفظته في الغيب والشهادة . - رضي الله عنها وأرضاها - .
اللهم ثبت الإيمان في قلوبنا، وفقهنا في ديننا ، وردنا إليك ردا جميلا .