خماس امين
عدد الرسائل : 2080 العمر : 33 الموقع : www.topdz.yoo7.com مزاج : نقاط : 66318 4 ( mms ) : تاريخ التسجيل : 28/09/2008
| موضوع: ترجو السعادة ياقلب ولو وجدة (نادي عيون الشعر) الجمعة مارس 25, 2011 8:29 am | |
|
ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في بلدة توزر في تونس .
أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1296هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.
ويبدو أن الشيخ محمد الشابي قد تزوج أثر عودته من مصر ثم رزق ابنه البكر أبا القاسم الشابي ، قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بالآفاق ، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا في سليانه ثم في قفصه في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ 1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ – أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.
كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.
وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي. والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته.
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة
ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ.
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365هـ.
ترجو السعادة ياقلبي ولو وجدت
تَرجو السَّعادَةَ يا قلبي ولو وُجِـدَتْ في الكونِ لم يشتعلْ حُزْنٌ ولا أَلَـمُ
ولا استحالتْ حياةُ النَّاسِ أجمعُهـا وزُلزلتْ هاتِـهِ الأَكـوانُ والنُّظـمُ
فما السَّعادة في الدُّنيا سِـوَى حُلُـمٍ ناءٍ تُضَحِّـي لـه أَيَّامَهـا الأُمَـمُ
ناجتْ به النَّـاسَ أَوهـامٌ مُعَرْبِـدةً لمَّـا تَغَشَّتْهُـمُ الأَحـلامُ والظُّلَـمُ
فَهَـبَّ كـلٌّ يُنـاديـهِ ويَنْـشُـدُهُ كأَنَّما النَّاسُ مَا نامـوا ولا حلمُـوا
خُذِ الحَيَاةَ كمـا جاءتْـكَ مبتسمـاً في كفِّها الغارُ أَو في كفِّهـا العَـدَمُ
|
وارقصْ على الوردِ والأَشواكِ متَّئِداً غنَّتْ لكَ الطَّيرُ أَو غنَّتْ لكَ الرُّجُمُ
واعملْ كما تأمُرُ الدُّنيا بلا مَضَضٍ والجمْ شُعوركَ فيهـا إنَّهـا صَنَـمُ
فمنْ تأَلَّـمَ لـمْ تُرْحَـمْ مَضَاضَتَـهُ ومنْ تجلَّدَ لـم تهـزأ بـهِ القِمَـمُ
هذي سعادَةُ دُنيانـا فكـنْ رجـلاً إنْ شئْتَهـا أَبَـدَ الآبـاد يَبْتَـسِـمُ
وإنْ أَردتَ قضاءَ العيشِ في دَعَـةٍ شعريَّةٍ لا يُغَشِّـي صَفْوَهـا نَـدَمُ
فاتركْ إلى النَّاسِ دُنياهُمْ وضَجَّتَهُم وما بنوا لنِظامِ العيشِ أَو رَسَمـوا
واجعلْ حياتَكَ دوحاً مُزْهراً نَضِراً في عُزْلَةِ الغابِ ينمو ثـمَّ ينعـدمُ
واجعـلْ لياليـكَ أَحلامـاً مُغَـرِّدَةً إنَّ الحَيَاةَ ومـا تـدوي بـه حُلُـمُ
|
| |
|